خمس أسباب لأهمية تعزيز الصحة النفسية للأم
ما هو مفهوم الصحة النفسية للأم؟
تحظى الصحة النفسية بأهمية كبيرة في حياة أفراد العائلة، وتعتبر الأمهات من أبرز الشرائح التي تتأثر بها هذه الصحة. فالأمهات يتعرضن لضغوطات متعددة، سواء كانت ضغوطًا نفسية ناتجة عن مسؤوليات الأمومة وتواجههن لتحديات الحياة اليومية، أو ضغوطًا اجتماعية مرتبطة بالتوقعات المجتمعية والدور الاجتماعي المفروض عليهن.
ومن المهم أن نعترف بأن الصحة النفسية للأم تأثر بشكل كبير على صحة العائلة بأسرها. فإذا كانت الأم تعاني من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب، فقد ينعكس ذلك سلبًا على الأطفال والشريك وعلى العلاقات الأسرية بشكل عام. علاوة على ذلك، فإن الأمهات الحوامل يمكن أن تواجه تحديات إضافية في هذه الفترة الحساسة، مما يزيد من استجابتهن للضغوطات النفسية.
في البلدان النامية خاصة، قد تكون مشكلة الصحة النفسية أكثر تعقيدًا، حيث قد تكون هناك عوامل اقتصادية واجتماعية تزيد من ضغوط الأمهات وتقلل من إمكانية الوصول إلى الخدمات النفسية المتخصصة.
لذا، يتعين علينا كمجتمع أن نعمل على تعزيز الوعي بأهمية الصحة النفسية للأمهات وتوفير الدعم اللازم لهن. يمكن ذلك من خلال تقديم الدعم العاطفي والنفسي، وتوفير المساحة للتعبير عن المشاعر والأفكار بحرية، بالإضافة إلى تشجيع الأمهات على طلب المساعدة المهنية عند الحاجة، سواء من خلال الاستشارة مع أخصائيين نفسيين أو المشاركة في مجموعات دعم الأمهات.
بالتالي، من المهم أن نعمل معًا كمجتمع لخلق بيئة داعمة وصحية للأمهات وأفراد العائلة بأسرها، مما يسهم في تحقيق التوازن النفسي والعائلي ورفاهية الأفراد
ما هي الاضطرابات النفسية التي تؤثر على الصحة النفسية للأم؟
الصحة النفسية للأمهات يمكن أن تتأثر بمجموعة متنوعة من الاضطرابات النفسية التي تشمل ولكن لا تقتصر على:
الاكتئاب النفسي: يعتبر الاكتئاب أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا التي تؤثر على الأمهات. قد يكون لديهن صعوبة في التعامل مع تحديات الحياة اليومية ومسؤوليات الأمومة، مما يؤدي إلى مشاعر الحزن الشديد والاكتئاب.
اضطرابات القلق: يمكن للأمهات أن يعانين من اضطرابات القلق مثل القلق العام، والهلع، والقلق الاجتماعي، والتوتر النفسي، مما يؤثر على قدرتهن على التعامل مع المواقف اليومية بثقة وسلام.
اضطرابات الهوية والذات: قد يعاني بعض الأمهات من اضطرابات الهوية والذات، مما يؤثر على صورتهن الذاتية وعلى طريقة تفاعلهن مع الآخرين ومع أدوارهن كأمهات.
اضطرابات الطعام: يمكن للأمهات أن يصابن بالأمراض النفسية المرتبطة بالتغذية مثل فرط الأكل أو الشهية والشره النفسي، والتسرع في فقدان الوزن، مما يؤثر على صحتهن النفسية والجسدية.
اضطرابات النوم: قد يواجه البعض صعوبات في النوم نتيجة للاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق، مما يؤثر على جودة نومهن وبالتالي يؤثر على صحتهن العامة وقدرتهن على التعامل مع التحديات اليومية.
لماذا علينا تعزيز الصحة النفسية للأم؟
تأثيرها على العائلة:
- الأم هي الركيزة الأساسية في الأسرة، وصحتها النفسية تؤثر بشكل كبير على ديناميكية الأسرة بأسرها.
- إذا كانت الأم تعاني من مشاكل صحية نفسية، مثل الاكتئاب أو القلق، فإن ذلك قد ينعكس سلباً على أفراد الأسرة، حيث قد يشعرون بالقلق أو الضغط نتيجة لتغيرات في سلوك الأم أو عدم قدرتها على تقديم الدعم والرعاية.
تأثيرها على الطفل:
- صحة الأم النفسية تؤثر بشكل كبير على صحة الطفل النفسية والعاطفية، خاصة في مراحل الطفولة المبكرة.
- الأم العاطفياً مستقرة وسعيدة تميل إلى توفير بيئة مليئة بالأمان والحب، مما يساعد الطفل على تطوير الثقة بالنفس والعلاقات الصحية مع الآخرين.
تحسين العلاقات الأسرية:
- عندما تتمتع الأم بصحة نفسية جيدة، تكون قادرة على التفاعل بشكل إيجابي مع شريكها وأفراد عائلتها.
- تعزيز الصحة النفسية للأم يمكن أن يؤدي إلى تحسين جودة العلاقات الأسرية وتعزيز التواصل الفعّال بين أفراد الأسرة.
المساهمة في المجتمع:
- عندما تكون الأم بصحة نفسية جيدة، يمكنها المشاركة بشكل أفضل في الحياة المجتمعية والاقتصادية.
- تحسين الصحة النفسية للأم يمكن أن يزيد من إنتاجيتها في العمل ومساهمتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع.
بشكل عام، تعزيز الصحة النفسية للأم يساهم في بناء أسر أقوى ومجتمعات أكثر استقراراً وازدهاراً، ويساهم في تحقيق التنمية الشاملة للأفراد والمجتمعات.